يتشابه الدوري المصري هذا الموسم مع البطولات الأوروبية من حيث الندية والإثارة التي تمتد حتى اللحظات الأخيرة من الموسم، على عكس الأعوام الأخيرة التي اعتاد فيها الجمهور على معرفة هوية بطله المحلي قبل انقضاء نصف الموسم.
ففي 2008/2009، قد يلجأ الدوري المصري لمباراة فاصلة تحدد هوية بطله، وذلك في إثارة تتشابه مع ما يحدث في المسابقات المحلية لإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
وتوضح الأرقام سببين للقوة التي انتابت الدوري الممتاز هذا الموسم، أولهما ظهور قوى جديدة على خارطة الكرة المصرية من أندية الهيئات والشركات، والسر الثاني هو تراجع مستوى الأهلي الذي كان البطل الأوحد في المواسم الأخيرة السابقة.
يُظهر جدول الدوري تحسنا لمواقع أندية الشركات والهيئات في جدول الدوري، إذ يحتل حرس الحدود المركز الثالث ويأتي بتروجيت رابعا وإنبي في المنصب الخامس.
كما شهدت النسخة الفائتة من كأس مصر هيمنة من أندية الشركات إذ تأهل إلى دور الأربعة كلا من حرس الحدود (البطل) وإنبي (الوصيف) وبترول أسيوط وبتروجيت في غياب تام للأندية الجماهيرية.
مثال واضح أيضا للدور الذي لعبته أندية الشركات والهيئات وهو فريق اتحاد الشرطة، الصاعد حديثا للدوري الممتاز، إذ حرم فارسي القمة الأهلي والاسماعيلي من عشر نقاط بعدما فشل الشياطين والدراويش في الفوز عليه خلال أربع مباريات.
فقد جاءت قوة أندية الشركات والهيئات لتزيد من سخونة الصراع على درع الدوري بعدما ساهمت في فقدان فرق القمة العديد من النقاط طوال الموسم.
الأهلي والاسماعيلي اللذان يتنافسان على لقب بطل الدوري أهدر كل منهما 27 نقطة أمام أندية الشركات، وهو رقم كبير لبطل الدوري وقابل للزيادة فيما بقي من الموسم.
فهل تعلم أن إجمالي عدد النقاط التي يستطيع فريق حصدها من الموسم لو فاز بكل مبارايته هي 90 نقطة؟ بمعنى أن بطل الدوري لهذا الموسم فقد تقريبا ثلث النقاط الإجمالية بنسبة 33 %، ونجح في جمع 66% فقط من إجمالي عدد النقاط الكلي.
ولم يحدث في تاريخ الكرة المصرية منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 48/49 وحتى الموسم الماضي أن يتوج بطل للمسابقة خسر خلال مشواره 27 نقطة.
وسيكون أعلى رصيد ممكن لبطل الدوري هذا الموسم 63 نقطة لو فاز الإسماعيلي أو الأهلي بما تبقى من مبارياته وهو رقم ضئيل مقارنة ببطل الدوري.
فقد كان أقل رصيد لبطل الدوري 65 نقطة، وكان الدوري من 26 مرحلة فقط .. فيما كان 70 نقطة وأكثر منذ أصبح الدوري يتشكل من 30 مرحلة.
بطل من ورق
السر الثاني وراء الإثارة التي تحيط هذا الموسم تتعلق بتراجع مستوى الأهلي هذا الموسم، فحامل اللقب لم ينزف هذا القدر من النقاط خلال المواسم الـ15 السابقة بما فيهم المواسم الأربعة التي فقد فيها اللقب في بداية الألفية الثالثة.
ذلك رغم خوض الأهلي لعدد كبير من مبارياته في نهاية الموسم الماضي والذي سبقه ببدلاء وناشئين تعرضوا لخسائر متعددة وكبيرة.
الأهلي هذا الموسم لم يحقق سوى 15 فوزا، أي نصف عدد مبارياته تقريبا .. فيما تعادل في تسع مباريات بما يعادل ثلث عدد مبارياته تقريبا.
وعلى الجانب الأخر، خسر الإسماعيلي سبعة لقاءات بما يعادل ربع عدد مبارياته، وهو رقم لا يعكس قوة فريق ينافس على اللقب.
بالإضافة لذلك، فإن ثنائي سباق القمة تلقى عددا كبيرا من الأهداف، إذ اهتزت شباك الأهلي 22 مرة خلال 27 مباراة بمعدل يقارب هدف في كل مباراة، بينما تلقى مرمى الإسماعيلي 31 هدفا بمعدل أكثر من هدف في اللقاء.
وحقق الأهلي نتائجا متواضعة هذا الموسم أبرزها الهزيمة من المصري في بورسعيد 2-0، والخسارة على ملعبه أمام الإسماعيلي بهدف ومن الشرطة بالنتيجة ذاتها.
كما تعادل الأهلي تسع مرات من بينها ست مباريات على ملعبه مع إنبي (مرتين) والزمالك والمقاولون العرب وطلائع الجيش واتحاد الشرطة، وثلاثة تعادلات خارج ملعبه مع بتروجيت وبترول أسيوط وغزل المحلة.
وحقق الأهلي عشرة انتصارات من ضمن انتصاراته الـ15 بفارق هدف واحد عن خصمه في المباراة.
وبالمثل، لقي الاسماعيلي سبع هزائم من بينها ثلاثا على ملعبه أمام الأهلي وبتروجيت والشرطة، وأربعة خارجه أمام المقاولون العرب وإنبي وبتروجيت وطلائع الجيش.
كما تعادل الدراويش ثلاث مرات مع حرس الحدود وغزل المحلة واتحاد الشرطة، وحقق 11 انتصارا بفارق هدف واحد فقط عن خصمه في المباراة.