.لا يمكن ان تسمح روسيا والولايات المتحدة لنفسيهما بوقوع فشل جديد في إطلاق العلاقات الروسية الامريكية. أعلن ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقالة تحت عنوان " كيف نتخلص نهائيا من الحرب الباردة " نشرت في مجلة " ميجدونارودنايا جيزن " الروسية بعددها الخامس لهذا العام. وقال لافروف : " نحن نبدي ارتياحنا من تطور علاقاتنا مع الادارة الجديدة في الولايات المتحدة. كما نعبر عن تفاؤل حذر إزائها، ويبدو ان شركاءنا الامريكيين يشاطروننا هذا الموقف".
وأبرز وزير الخارجية الروسي ان الثقة المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة كانت لم تكن في أحسن حال خلال فترة طويلة. وستحتاج عملية استعادتها الى زمن غير قليل . وأهم من ذلك فان فشلا جديدا في إطلاق العلاقات الروسية الامريكية يعد أمرا غير مقبول. وبحسب قول الوزير الروسي فان روسيا معنية بالتعاون ،وأضاف الوزير قائلا: " لكننا لا يمكن ان نشارك في مشاريع دولية مبنية على قرارات متخذة دون مساهمتنا" . وأعرب لافروف عن قناعته بان روسيا شأنها شأن أية دولة كبرى لا يمكن ان تغدو جزءً لا يتجزأ من النظام الدولي المتشكل الا على قدم المساواة.
وكتب لافروف في مقالته ان أعمال الادارة الامريكية السابقة بما فيها الاعمال الرامية الى الابقاء على حالة عدم الاستقرار في بعض الدول والمناطق – كما اعترف بذلك زبيغنيف بزيجنسكي تسببت في تكديس قدرات سلبية في السياسة العالمية والاقليمية. وأضاف قائلا: " ان التخلي عن هذا النهج بما فيه من السياسات الرامية الى ردع منافسين عالميين مستقبليين من شأنه أن يؤثر تأثيرا إيجابيا على الوضع الدولي".
ومضى لافروف قائلا:" كانت تقام في عهد ادارة بوش بين روسيا والولايات المتحدة أسس للمساواة في الحقوق. لكن تلك المساواة كانت تبنى على أساس سلبي، اذ ان روسيا تخلت عن التعاون القائم على شروط تفرض عليها. اما الآن فيتعين علينا تحويل هذه المساواة الى قيمة إيجابية عن طريق التعاون القائم على الاحترام المتبادل في الاجندة الواسعة."
وأعرب لافروف عن ثقته بانه في هذه الحالة ستحدث نقلة نوعية في كل مسألة بالتحديد، وذلك عند مراعاة الاحترام المتبادل. واستطرد قائلا: "
"بغض النظرعن قرارات ستتخذها إدارة اوباما في الاشهر القريبة فان احتمال وقوع تغيرات إيجابية في علاقاتنا مع الولايات المتحدة بحد ذاته سيساعد في تطبيع السياسات العالمية والاقليمية وبالدرجة الاولى في المنطقة الاوراطلسية".