حكايات ومواعظ
الحكاية الأولى
* روى أن إمرأة من بنى إسرائيل جاءت إلى موسى(عليه السلام) فقالت: يا رسول الله إنى أذنبت ذنباَ عظيماَ وقد تبت منه إلى الله تعالى فادع الله أن يغفر لى ذنبى ويتوب على، فقال لها موسى (عليه السلام): وما ذنبك قالت: يا نبى الله إنى زنيت وولدت ولداَ فقتلته، فقال لها موسى(عليه السلام): أخرجى يا فاجرة لا تنزل ناراَ من السماء فتحرقنا بشؤمك، فخرجت من عنده منكسرة القلب، فنزل جبريل(عليه السلام) وقال: يا موسى الرب تعالى يقول لك لم رددت التائبة يا موسى أما وجدت شراَ منها، قال موسى: يا جبريل وما هو شر منها، قال: تارك الصلاة عامداَ متعمداَ .
الحكاية الثانية
٭ عن بعض السلف أنه أتى أختاَ له ماتت فسقط كيس منه فيه مال فى قبرها فلم يشعر به أحد حتى انصرف عن قبرها ثم ذكره فرجع إلى قبرها بعدما أنصرف الناس فوجد القبر يشعل عليها ناراَ فرد التراب عليها ورجع إلى أمه باكياَ حزيناَ فقال: يا أماه أخبرينى عن أختى وما كانت تعمل قالت: وما سؤالك عنها، قال: يا أمى رأيت قبرها يشتعل عليها ناراَ قال: فبكت، وقالت: يا ولدى كانت أختك تتهاون بالصلاة وتؤخرها عن وقتها .
فهذا حال من يؤخر الصلاة عن وقتها فكيف حال من لم يصلى فنسأل الله أن يعيننا على المحافظة عليها فى أوقاتها إنه جواد كريم
الحكاية الثالثة
*عن عبيد الله بن عمر القواريرى رضى الله عنه قال: لم يكن تفوتنى صلاة العشاء فى جماعة قط فنزل بى ليلة ضيف فشغلت بسببه وفاتتنى صلاة العشاء فى الجماعة فخرجت أطلب الصلاة فى مساجد البصرة فوجدت الناس كلهم قد وصلوا وغلقت المساجد فرجعت إلى بيتى وقلت: قد ورد فى الحديث أن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة فصليت العشاء سبعاَ وعشرين مرة ثم نمت فرأيت فى المنام كأنى مع قوم على خيل وأنا أيضاَ على فرس ونحن نستبق وأنا أركض فرسى فلا ألحقهم فالتفت إلى أحدهم فقال لى: لا تتعب فرسك فلست تلحقنا قلت: ولم قال: لأنا صلينا العشاء فى جماعة وأنت صليت وحدك فانتبهت وأنا مغموم حزين لذلك.
فنسأل الله المعونة والتوفيق إنه جواد كريم
عن عمر بن المكتوم أنه أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع وأنا ضرير البصر شاسع الدار أى بعيد الدار ولى قائد لا يلائمنى فهل لى رخصة أن أصلى فى بيتى فقال: « هل تسمع النداء » ؟ قال: نعم قال: « فأجب فإنى لا أجد لك رخصة» .
فهذا رجل ضرير شكى لما يجد من المشقة فى مجيئة إلى المسجد وليس له قائد يقوده إلى المسجد ومع هذا لم يرخص له النبى(صلى الله عليه وسلم) فى الصلاة فى بيته فكيف بمن يكون صحيح البصر سليماَ لاعذر له
٭ ولهذا لما سئل ابن عباس رضى الله عنهما عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولايصلى فى جماعة ولا يُجمع
فقال: ‹ إن مات على هذا فهو فى النار › .
* وقال أبو هريرة رضى الله عنه: ‹ لأن تمتلىء أذن ابن آدم رصاصاَ مذاباَ خير له من أن يسمع النداء ولايجيب › .
وقال سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه: سألت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال: ‹ هو تأخير الوقت › أى تأخير الصلاة عن وقتها سماهم مصلين لكنهم لما تهاونوا بها و أخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو« شدة العذاب »
وقيل: « هو واد فى جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره وهو مسكن من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويندم على ما فرط » .
* قال الله تعالى: « فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياَ إلا من تاب وآمن وعمل صالحاَ » .
ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها، وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله هو أن لايصلى الظهر حتى يأتى العصر، ولايصلى العصر إلى المغرب، ولايصلى المغرب إلى العشاء، ولايصلى العشاء إلى الفجر، ولايصلى الفجرإلى طلوع الشمس فمن مات وهو مصر على هذه الحاله ولم يتب .
‹ وعده الله بغى وهو واد فى جهنم بعيد قعره خبيث طعمه ›
٭ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ‹ من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباَ عظيماَ من أبواب الكبائر › .
٭ قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ‹ لا تُجزى صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه فى الركوع والسجود › .
وفى عقوبة من ينقر الصلاة ولا يتم ركوعها ولا سجودها .
• وقد روى فى تفسير قوله تعالى: « فويل للمُصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون » .
‹ أى الذى ينقر الصلاة ولا يتم ركوعها ولا سجودها ›
٭ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ‹ أشد الناس سرقة الذى يسرق من صلاته قيل: وكيف يسرق من صلاته قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها و لا القراءة فيها › .
٭ قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ‹ لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه و سجوده › .[/quote]