لم أستغرب ما قاله الأستاذ – أيمن ابو عايد – في جريدة الأهرام حول مواقع الانترنت وتقليله لشأن هذه المواقع والعاملين فيها .
ولم أستغرب أيضا ردة الفعل العنيفة من كل متابعي مواقع الانترنت في مصر وكيف جاء ردهم مؤلماً لعالم الصحافة الورقية في مصر حيث أعطى رسالة واضحة لكل من يعمل في مجال الصحافة مفادها "أنتم في ورطة حقيقية ويجب ان تعترفوا بذلك" .
ولا يغيب عن أي أحد الى أي مدى انخفضت الثقة والمصداقية التي كانت تتمتع بها الصحف بل إن اعداد من فقدوا الثقة تماماً في تزايد مستمر، ويكفي أننا عندما نتهم أحد بأنه "يكذب" نقول له "دا كلام جرايد" وهذه في حد ذاتها مصيبة والأجمل من ذلك أن الصحفيين أنفسهم في برامج التحليل التي أنتشروا فيها بشكل بشع يقولون عندما يتعلق الأمر بخبر مفبرك " يا كابتن ده كلام جرايد " !.
وللأستاذ أيمن وغيره من الأساتذة الصحفيين الذين يصبون جام غضبهم على الصحافة الالكترونية أقول لهم يجب أن تعرفوا ما تتكلمون عنه قبل أن تتحدثوا، فأنتم تتكلمون على مستقبل الإعلام في العالم خلال الأعوام القليلة المقبلة
فلا يوجد جريدة في مصر يقرأها أكثر من مليون مواطن يوميا .. والعكس تماماً هو ما يحدث عندنا
ولا يوجد برنامج في مصر يشاهده أكثر من 2 مليون مشاهد يوميا .. والعكس تماماً هو ما يحدث عندنا.
ولا يوجد صحفي في مصر يمكن أن يقرأ كلامه أكثر من 50 ألف شخص من جميع أنحاء العالم في نفس اللحظة .. والعكس تماماً هو ما يحدث عندنا.
ببساطة شديدة أيها السادة .. اذا لم تعلموا ما هو قدرنا حتى الآن فأنتم تحتاجون إلى مجهود رهيب لكي تعرفوا كيف نعمل وكيف تدار الأمور في مواقع الانترنت المحترمة حتى تعلموا أنها لا تقل بأي حال من الأحوال عن أكبر مؤسسة صحفية في مصر بل في الشرق الأوسط إن لم تتفوق عليها.
أستاذ أيمن .. لقد قلت أن مواقع الانترنت بعضها يخرج "من تحت بير السلم" واتفق معك تماماً في ذلك .. ولكن قل لي إذا سمحت كم جريدة تخرج "من تحت الأرض" وليس من تحت بير السلم ؟
قل لي من الذي ينشر الأحاديث المفبركة والأخبار المفبركة علناً ويومياً دون مراقبة من أي جهة وهو يمشي فرحاً بانتسابه الى نقابة الصحفيين (التي أصبح ينتمي اليها موظفو الجامعات وعمال المطابع وغيرهم) ؟
وقل لي من الذي يسمع كلمات من لاعب في حجم أبو تريكة ويحورها على أنها "سب في الصحافة والصحفيين" وهو أول من يعلم أن تريكة لم يقصد ذلك ولكنه يبحث عن بقعة ضوء صغيرة تركز عليه!
أعطني أي مقارنة في الوقت الحالي بين مطبوعة وموقع انترنت في المجال نفسه وتأتي نتيجتها في صالح المطبوعة وأتحداك أن تجد تفوقاً من أي نوع فيما تقدمه الصحافة عن أي موقع محترم .
في النهاية بطاقة نقابة الصحفيين أو الانتماء لها شئ لا يعنينا من قريب أو بعيد وليس في حساباتنا على الإطلاق ولم ولن يكون هدفاً لنا في أي وقت لا الآن ولا في الغد، ولكننا نسعى الى ما هو متعارف عليه في جميع أنحاء العالم حاليا وهو أن صحافة الانترنت هي أهم وسيلة إعلامية في العالم في الوقت الحالي متفوقة على الجميع خاصة الصحافة الورقية التي لا تدخل في منافسة أساسا مع الأنترنت شاء من شاء وأبى من أبى وسيأتي الوقت في مصر لتعترفوا بهذه الحقيقة وصدقني سيعترف الجميع بذلك قريبا جدا .
وبالطبع يعترف العالم بهذه الحقيقة الا صحفيو المطبوعات المصرية، رغم أن ثلاثة أرباعهم يعملون في معظم مواقع "بير السلم" التي تتحدث عنها أنت يا أستاذ عايد، بل الأسوأ أن عدداً لا بأس به منهم يقومون بسرقة الاخبار والانفرادات من على الانترنت لنفاجأ بها في اليوم التالي على صفحات الصحف "المحترمة" دون مراعاة لما يسمى بميثاق الشرف الصحفي، وفي الحقيقة فإن صحفيي الصحافة الورقية هم أنفسهم سبب وصفك لهذه المواقع بأنها مواقع بير سلم ... عروستي !
رسالة أوجهها لكل الأساتذة الصحفيين باستثناء نسبة 20% التي تحدث عنها مانويل جوزيه: اذا كنتم إلى الآن لم تفهموا أن الأحوال تتغير وأن الأمور تتبدل.. ولم يتضح أمامكم أن المستقبل يتجه إلى الصحافة الالكترونية .. وأن الجماهير بدأت تعرف تماماً من أين تأتي بأخبارها .. فأنتم في مشكلة كبيرة .. ويكفيكم رأي الجمهور فيكم .. ويكفينا رأي الجمهور فينا !!
نعم ستبقى الصحافة على مر العصور أحد أهم أنواع الميديا في العالم ولكنها أبداً لن تصبح مرة أخرى رقم 1 وستكتفي بالمركز الثالث أو الرابع على أفضل تقدير فالزمن لا يعود إلى الوراء لأن المنافسة محسومة بناء على معطيات كثيرة للغاية أهمها أننا نرصد وننشر الحدث وقت وقوعه ولا نسعى لكي نبيع أكثر من خلال مانشيتات ليس لها علاقة بالواقع .. وهذه ملاحظة إذا لم تكونوا تعرفونها فأنتم في مشكلة !
في النهاية .. ومع خالص تقديري واحترامي للصحافة الرياضية المصرية ولكن بعد محمد سيف وحسن المستكاوي وعصام عبد المنعم وابراهيم حجازي وخالد توحيد أعطوني اسماً استطيع أن أثق فيه عندما أقرأ كلامه ولا أشعر أن كلامه "رمادي" !! وهذه بالطبع وجهة نظري التي تحتمل الخطأ أو الصواب .