النصر أو الموت .. سيكون شعارالفريق الأسباني الذي يعاني من تعدد حالات الإصابة بين صفوفه مواجهة غدا الثلاثاء مع بطل إيطاليا إنتر ميلان ضمن منافسات الجولة الخامسة من مباريات دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم .
فقد تنتهي فترة زعامة برشلونة القصيرة والمذهلة في الوقت نفسه كبطل لأوروبا غدا إذا لم يتغلب على ضيفه إنتر في المباراة المرتقبة بينهما باستاد "كامب نو".
ولم يسبق في تاريخ بطولة دوري الأبطال ان فشل حامل اللقب في تجاوز دور المجموعات في الموسم التالي ، ولكن هذا بالضبط ما قد يحدث لبرشلونة إذا لم يفز غدا.
وأصبح موقف برشلونة في مجموعته السادسة الصعبة بالبطولة محفوفا بالمخاطر ، كأبسط وصف يمكن إطلاقه على هذا الموقف.
ويحتل برشلونة حاليا المركز الثاني بترتيب المجموعة برصيد خمس نقاط بالتساوي مع روبين كازان الروسي صاحب المركز الثالث وبفارق نقطة واحدة خلف المتصدر إنتر . بينما يحتل دينامو كييف الأوكراني المركز الأخير بترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط مع العلم بان فرصته في التأهل لاتزال قائمة.
وصرح جوسيب جوارديولا مدرب برشلونة أمس الأحد قائلا إن "مباراة إنتر في غاية الأهمية وبرغم كل الصعاب سنحقق فيها نتيجة جيدة".
وأعرب جوارديولا عن أمله في امتلاء جميع مدرجات استاد "كامب نو" العملاق "عن آخرها دون أن يبقى مقعد واحد شاغر".
وأكد لاعب الوسط سيرخيو بوسكيتس ، أحد الشباب الصاعدين الذين منحهم جوارديولا فرصة الانطلاق ، أن مباراة الثلاثاء "ستكون بأهمية مباراة النهائي ولا يوجد أمامنا بديل عن الفوز".
وقبل خمسة أشهر فقط كان فريق برشلونة بقيادة جوارديولا هو فاكهة عالم كرة القدم بعدما حقق إنجازا ثلاثيا غير مسبوق بالفوز بلقبي الدوري والكأس الأسبانيين ولقب دوري أبطال أوروبا.
ولكنه الآن قريب من الخروج من منافسات دوري الأبطال ، ويحتل المركز الثاني بترتيب الدوري الأسباني بفارق نقطة واحدة خلف خصمه اللدود المتصدر ريال مدريد.
أما السؤال الذي يطرح نفسه بقوة حاليا بين جماهير كرة القدم عبر العالم كله فهو: ماذا حدث لبرشلونة؟
وكان جوارديولا قد أثار جدلا كبيرا بصفقة مبادلة مهاجمه الكاميروني السابق صمويل إيتو مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم إنتر ميلان في تموز/يوليو الماضي.
وبدت المجازفة التي أقدم عليها جوارديولا مثمرة حتى قبل ثلاثة أسابيع عندما سجل إبراهيموفيتش هدفه السابع بمسابقة الدوري الأسباني ولكن النجم السويدي ابتعد عن الملاعب منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري لإصابته بتهتك في إحدى عضلات فخذه الأيسر وسيغيب عن مباراة الغد أمام فريقه السابق إنتر.
وتعتبر سلسلة الإصابات التي تعرض لها برشلونةهي السبب الرئيسي وراء انهيار الفريق.
فقد شارك تييري هنري ورافا ماركيز بشكل غير منتظم منذ بداية الموسم بسبب مشاكل عضلية ، وظهر لاعب مثل أندريس إنييستا كمجرد ظل للقوة الضاربة التي جسدها في الموسم الماضي بسبب الإصابة.
أما النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فقد ظهر بمستوى باهت ربما بسبب الانتقادات التي تعرض لها بعد عروضه الهزيلة مع الأرجنتين وتحوم الشكوك حول مشاركته في مباراة الغد لمشكلة شبيهة بمشكلة إبراهيموفيتش.
ومما زاد الطين بلة أن ماركيز وإربيك أبيدال ويايا توريه مصابون بأنفلونزا الخنازير.
وقال جوارديولا بعد تعادل برشلونة 1/1 أمام أتلتيك بلباو في الدوري الأسباني أمس الأول السبت : "لا يمكننا استخدام هذه الإصابات وحالات المرض كعذر " ولكن الحقيقة هي أنه لم يتمكن من الدفع بالتشكيل الأمثل لفريقه منذ بداية الموسم.
ومن بين العوامل التي تفسر مشاكل برشلونة الحالية هي أن صانع الألعاب تشافي ، الذي لعب دورا مؤثرا مع الفريق بالموسم الماضي ، تعرض دائما للمراقبة اللصيقة في أغلب مباريات برشلونة مما كان يقطع على برشلونة تحركاته الدائرية التي يعتمد عليها.
كما يجد جوارديولا صعوبة بالغة في الاحتفاظ بالشغف والطموح اللذين تمتع بهما اللاعبون في الموسم الماضي بعدما أحرز فريقه العديد من الألقاب وانهالت عليه كافة عبارات الإشادة والمديح.