لم يكد الجمهور المصري يخرج من صدمة فقد بطاقة تأهل كانت قريبة ومستحقة لكأس العالم وفقاً للتاريخ والحاضر, حتى صدمه خبر إصابة نجم النجوم وأمير القلوب محمد أبوتريكة بإصابة في وجه القدم تبعده وفقاً للتقارير الطبية قرابة الثمانية أسابيع عن المستطيل الأخضر.
الإصابة جاءت في وقت حساس للغاية وقبل أقل من شهرين علي انطلاق منافسات النسخة السابعة و العشرون لكأس الأمم الأفريقية التي تنطلق في العاشر من يناير المقبل علي الملاعب الأنجولية و يبدأ خلالها منتخب "الساجدين" رحلة الدفاع عن اللقب أمام نسور نيجيريا في الثاني عشر من الشهر ذاته.
أبوتريكة الذي تألق و أبدع مع الأهلي و المنتخب محلياَ وعربياً و أفريقيا و حتى عالمياً منذ قدومه من قلعة "الشواكيش" في يناير 2004 , و كان القاسم المشترك في منافسة كبار نجوم القارة علي لقب أفضل لاعب أفريقي في هذه السنوات , كان له دور البطولة المطلقة في تتويج مصر بلقبي كأس الأمم أمام كوت ديفوار في ملعب القاهرة عام 2006 عندما أحرز ركلة الجزاء الحاسمة في النهائي و هو ما تكرر في أكرا أمام الكاميرون في نهائي النسخة الماضية عام 2008 عندما وقع الهدف الوحيد في مرمي عملاق إسبانيول برشلونة الأسباني كارلوس كاميني , لذا تنتظر الجماهير المصرية أن يساهم صبره و إيمانه في تعافيه في وقت قياسي ليساهم مع زملاءه في الدفاع عن اللقب الذي أحرزه منتخب مصر في اخر نسختين.
و لأن المؤمن دائماً مصاب فإن لأبوتريكة تاريخ حافل مع الإصابات في العامين الآخرين , حيث عاد من السودان أيضاً بإصابة غاب علي إثرها لمدة شهر بعد لقاء الأهلي مع الهلال السوداني في الجولة الخامسة لدوري أبطال أفريقيا في أغسطس 2007 , بعدها وفي بداية العام الماضي أجري جراحة في ألمانيا بعد إصابته بقطع في الرباط الداخلي للركبة مما أبعده عن الملاعب لشهرين قبل أن يعود للملاعب ويتعرض في منتصف العام الماضي أيضاً لإصابة برشح في الركبة مما أستوجب عودته لألمانيا و غيابه عن الملاعب لمدة شهر ونصف وغاب مما أفقد المنتخب جهوده في معظم مبارياته في بداية رحلته بالتصفيات العالمية قبل أن يعود و يحرز هدف الفوز علي الكونغو الديمقراطية في كينشاسا في الجولة الخامسة للمجموعة الثانية عشرة.
بداية العام الحالي تعرض النجم الموهوب لإصابة علي مستوي الكاحل أبعدته لأكثر من أسبوعين بعد تدخل عنيف من حسن كوندي لاعب بتروجيت في لقاء الفريقين بمدينة السويس في الثاني والعشرين من فبراير ضمن الجولة التاسعة عشرة لدوري الموسم الماضي.
ربما كانت هذه واحدة من أصعب الإصابات التي تعرض لها النجم الذهبي الذي غاب عن لقاءي فريقه الأهلي ضد المصري و طلائع الجيش بسبب تعرضه لإصابة في الرباط الداخلي للركبة قبل أن يعود و يتألق و يحرز أربعة أهداف في ظرف الثلاث مباريات الأخيرة في بترول أسيوط و المنصورة و انبي و هو ما تكرر بداية العام الماضي عندما شارك كبديل في لقاءي الكاميرون و السودان في نهائيات كأس الأمم الماضية بغانا بعد عودته مباشرة من الإصابة وساهم بأهدافه الأربعة التي أحرزها في السودان و كوت ديفوار و الكاميرون في تتويج منتخب مصر بلقبه الثاني علي التوالي و السادس في تاريخه الذهبي.
جماهير مصر مطالبة بالدعاء للنجم الكبير في هذه الأيام المباركة ليعود مجدداً كأفضل مما كان لمواصلة رحلة الإبداع التي عود عليها عشاقه في السنوات الأخيرة.