هو في أيه !

بعض الأحيان يكون الكلام من ذهب وليس السكوت ومن هذه الأحيان ما تابعناه من مشكلة عمرو زكي وميدو.

بداية نحن لا نعرف الحقيقة كاملة وبالتالي ليس لدينا القدرة على إصدار حكم واضح بالسلب أو الإيجاب على أي لاعب من الاثنين وحتى نتوقف عن طريقة – جلد الذات – التي نبرع فيها فعلينا أن نعرف أن الخلافات بين بعض اللاعبين تحدث كثيرا في أقوى فرق العالم ومنتخبات العالم وآخرها كان مشهد – ضرب بالاك بالقلم من بودولوسكي بالمنتخب الألماني في الملعب وأمام كل الجماهير – ولكن الوضع عندنا مختلف قليلا ويجب أن نعرف أساس المشكلة حتى نستطيع أن نتخذ فيها قرار مناسب .

أولا: صمت الجهاز الفني والإداري للمنتخب عن هذه الواقعة شئ غير مقبول على الإطلاق ولا يوجد في مثل هذه الأمور ما يسمى بضبط النفس أو عدم اتخاذ قرار حازم لأن المسألة مسألة مبدأ وعلاقة لاعبين يمثلون منتخب واحد وخلافاتهم تعدت حدود الخلافات العادية التي تحدث في جميع ملاعب العالم وخرجت للصحافة والإعلام والكل تكلم عنها إلا المسئولين عن منتخب مصر.

ثانيا: جهاز المنتخب واتحاد الكرة مسئولين بشكل مباشر عن تقدير هذه المشاكل واتخاذ القرارات الخاصة بها وليس الفضائيات والجرائد الصفراء والحمراء والخضراء والبنفسجي .. علشان أحنا للأسف ما بقاش عندنا جرائد بيضاء ... ما علينا !-.

ثالثا: ما كتبه زميلي – كريم رمزي في مقالته السابقة عن وضع مقصورة الصحفيين – هو بالضبط ما يدعونا لكي نقول لمثل هؤلاء "ربنا يهديكم أبعدوا عنا شوية وعن المنتخب" خاصة وأن المنتخب لا يتحمل كل هذه المهاترات خلال الفترة القادم وتخيلوا أن شخصاً يقول لحسن شحاتة " أبقى قابلني لو صعدنا لكأس العالم يا أبو متعب " وهو نفسه من يكتب في جريدة ما لكي ينقل الصورة للجماهير !! تفتكروا حينقل صورة شكلها عامل أزاي ؟

رابعا: وضح تماما أن هناك شئ غير صحيح في منتخب مصر ( أتكلم عن العلاقة بين اللاعبين ) وهو ما وضح من موضوع زكي وميدو وبالتالي التدخل من جانب الجهاز الفني في مثل هذه الأمور يجب أن يكون حاسماً ولا يضع مصلحة أحد فوق مصلحة المنتخب وبالتالي أنا أدعو حسن شحاتة لعقد مؤتمر صحفي يقول فيه كل ما حدث بشكل واضح لجميع وسائل الإعلام ويعلن قراراته ويغلق الموضوع تماما .. أما أن يغلق الموضوع دون اتخاذ قرار أو توضيح صورة ( فمبروك علينا الخروج من تصفيات كأس العالم ).

كلمة ع الماشي حقولها بالبلدي:

هو أحنا ليه مش عارفين نحترم بعض على الأقل لا في مصر ولا خارج مصر ؟؟ عمرو زكي كان متألق مع ويجان وعندما ذهب إليه ميدو قلنا جميعا أن الأمور ستسير الى الأفضل للتفاهم الذي من المفروض أن يكون بين الإثنين .. ولكن ما حدث هو ما يحدث بين المصريين غالبا في الغربة ... " إذا أنت ناجح فأنا مش حسيبك " وإذا كنت فاشل فأنا لن أتركك تفشل دون أن أقضي عليك " !

في كل مكان في العالم وفي أي حتة في الدنيا تجد مثلا ( تجمعات الجالية اللبنانية – المغربية – التونسية – الجزائرية .. ألخ – وتجدهم يتعاملون كأنهم كيان واحد يحافظ على بعضه .. إلا مصر ... ستجد مجموعة من البشر تحاول غالبا أن تحارب بعضها.. وأن يجعل منك فاشل لأنه هو فاشل .. أو أن يقول عنك إذا كنت ناجح " ده منافق وأفاق وحرامي وأنا مش زيه علشان كده هو سالك في البلد ديه وأنا لا !!"

شئ آخر .. لماذا ارتبط النجاح في مصر أو بالنسبة لفئة كبيرة من المصريين بأحد الأمور التالية – إما أن هذا الناجح حرامي – أو مرتشي – أو معندوش ضمير – أو منافق !!!.

رسالة أخيرة:

الشخص اللي سرب موضوع كلام ميدو مع اللاعبين في المنتخب هو أحد شخصين إما انه لاعب في صفوف المنتخب ( وديه تبقى نصيبة ) أو أنه يبقى واحد صاحب لاعب في المنتخب وبيبقى موجود مع اللاعبين ويعرف يوصل لأدق الأشياء بنهم .. وديه بقى تبقى كارثة يا عم حسن شحاتة ... المنتخب ليس مشاع لأي شخص أن يدخل ويخرج وكأنه في ( عزبة بابا ) وفي الأخر لا هو قال كلمة حق ولا هو صان الثقة التي منحها له أي شخص وقبل ده وده هو واحد لا يهمه إلا مصلحته وشهرته ... كل اللي عارفين عمرو زكي وميدو عارفين أنا بتكلم عن مين ! ولو عايزين أقول أسمه حقوله .. بس أنا مستنى أن حسن شحاتة هو الذي يخرج ويقول أسمه ( ويفضحه ) .. في انتظارك يا معلم !

شكرا على الموضوع المتميز
جزاك الله كل خير