لندن (رويترز) - لا شك أن وين روني ابتسم في قرارة نفسه حين بدأت وسائل الإعلام العالمية تسعى لمعرفة المزيد عن فيدريكو ماكيدا بعد تسجيل اللاعب الايطالي الشاب هدف الفوز المتأخر لفريقه مانشستر يونايتد ضد استون فيلا يوم الأحد الماضي.
وفي 2002 وقبل أن يبلغ عامه 17 أحرز روني هدفا مماثلا لفريقه السابق ايفرتون ليضع حدا لمسيرة ارسنال الخالية من الهزائم في 30 مباراة متتالية ويصبح أصغر لاعب يسجل أهدافا في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم.
وتدافعت وسائل الإعلام حينئذ لاكتشاف المزيد حول روني الذي كان لاعبا معروفا بالفعل بالنسبة لكل من له علاقة بايفرتون والذين شاهدوه يتألق مع فريق الشباب والفريق الاحتياطي.
وبعد سبع سنوات أصبح روني لاعبا أساسيا في تشكيلة يونايتد ومنتخب انجلترا بينما يضع ماكيدا (17 عاما) اللبنات الأولى لمسيرته ويتوقع الرجل الذي اكتشفه أن يحقق اللاعب الشاب إنجازات كبيرة.
وقال فولفانجو باتاركا وهو أحد خبراء التنقيب عن اللاعبين الموهوبين في فريق لاتسيو الايطالي لصحيفة ديلي تيليجراف البريطانية "كان فيدريكو جوهرة فريق الشباب في لاتسيو وسينتهي به الأمر لأن يصبح واحدا من أفضل المهاجمين في اوروبا."
ومثلما سبب رحيل روني عن ايفرتون غضبا وخيبة أمل في النادي الذي نشأ فيه فإن انتقال ماكيدا من لاتسيو إلى يونايتد ترك الايطاليين في حالة غضب شديد.
ويتردد على نطاق واسع أن يونايتد دفع مبلغا كبيرا من المال كتعويض للاتسيو بعد انتقال ماكيدا إليه وهو في الخامسة عشرة من عمره.
ولا تسمح لوائح الاتحاد الايطالي لكرة القدم للأندية بتبادل اللاعبين تحت سن 16 عاما لكن النادي الايطالي بدا انه وقف عاجزا عن رفض عروض يونايتد.
ولا شك أن يونايتد كان يدرك جيدا ما يقوم به وأثار ماكيدا الإعجاب على الفور في فريق الشباب إلى جانب داني ويلبيك الذي تقدم لينضم للفريق الأول.
وتحت قيادة النرويجي اولي جونار سولسكاير اللاعب السابق في يونايتد أصبح ماكيدا عنصرا أساسيا في الفريق الاحتياطي بالنادي والأسبوع الماضي قدم له اليكس فيرجسون مدرب يونايتد جزرة بعرض للجلوس احتياطيا ضد فيلا إذا لعب بشكل جيد مع الفريق الاحتياطي ضد نيوكاسل يونايتد.
وأحرز ماكيدا ثلاثة أهداف في تلك المباراة ليصبح جاهزا للمباراة الكبرى.
وقال فيرجسون للصحفيين "كان تحديا بالنسبة له لكنه ذهب وأحرز ثلاثة أهداف وكأنه يقول لي احجز لي مكانا على مقاعد الاحتياطيين بسرعة. اللعب تحت ضغط وأمام 76 ألف متفرج طلب كبير لكني رأيته خلال التدريبات وفي مباريات الفريق الاحتياطي وشاهدت كيف يتعامل مع مواقف معينة."
وأضاف "يتعرض اللاعبون الشبان لتحديات في النادي. كان هدفا متأخرا لكن في مثل تلك المباريات يجب الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لأنها كانت مباراة جيدة جدا."
وقال البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قدم أداء رائعا في مباراته الأولى مع يونايتد قبل ست سنوات بعد مشاركته كاحتياطي ضد بولتون واندرارز إن النادي يوفر بيئة مثالية لتطور المواهب الشابة.
وقال رونالدو للصحفيين قبل مباراة يونايتد ضد بورتو البرتغالي في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال اوروبا الثلاثاء "حظيت بدعم جيد جدا من اللاعبين الأكبر سنا حين بدأت هنا. سعيت للحصول على مساعدة منهم تماما مثلما سيفعل فيدريكو. أتمنى أن يفعل اللاعبون الصغار في مسيرتهم مثلما فعلت أنا. من المهم للغاية أن يتصرف اللاعبون الصغار بطريقة ملائمة وأن يتحلوا بالذكاء."
وسيحتاج ماكيدا الذي يحتمل أن يكون احتياطيا الثلاثاء لإظهار الكثير من الصبر للحصول على فرص يتوقع أن تكون قليلة ومتباعدة مع الفريق الأول في وجود المهاجمين روني ورونالدو والبلغاري ديميتار برباتوف والارجنتيني كارلوس تيفيز.
وسبق لمهاجم ايطالي متألق آخر هو جوسيبي روسي أن أثار الإعجاب لدى انضمامه من بارما في 2004 وبدا أنه سيكون النجم المقبل ليونايتد بعدما بزغ نجمه مع الفريق الاحتياطي وقدم بعض المهارات مع الفريق الأول.
لكن اللاعب أصيب بالإحباط لعدم مشاركته مع الفريق اللأول وانتقل إلى سبيل الإعارة قبل أن ينتقل بصفة نهائية إلى فياريال في 2007 ليصبح منذ ذلك الحين لاعبا في منتخب ايطاليا.
شاهد هدف ماكيدا الرائع في أستون فيلا