أعلنت قيادات من حركتَي حماس وفتح عن أنَّ الطرفَيْن اتفقا خلال اللقاء الذي جرى في وقتٍ متأخرٍ من مساء أمس الأربعاء في قطاع غزة على الاستمرار في عقد لقاءات مماثلة، وقالوا إن اللقاء بحث جملةً من القضايا؛ من بينها سبل تذليل عقبات المصالحة الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع، مع بدء حركة فتح في حوارات مثيلة مع ممثلي فصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة.
وأكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية أنَّ استمرار اللقاءات مع حركة فتح وتطوّرها "يهدف إلى التوصل إلى حالة من الوئام الاجتماعي؛ تمهيدًا لحالة من الوئام الوطني والوصول إلى البرنامج السياسي؛ الذي نستطيع من خلاله الوصول إلى ذهنية العالم ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".
وقال البردويل في مؤتمر صحفي مشترك مع القيادي في حركة فتح عبد الله الإفرنجي في وقت متأخر من مساء الأربعاء الثامن من أبريل، عقب نهاية لقاء وفدي الحركتين في غزة: "أكدنا ضرورة التواصل واللقاءات؛ ففي مثل هذه الجلسات لا بد أنْ نعمل باستمرار على طرح كل الملفات العالقة الموجودة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة لفكفكتها، وللوصول من خلالها إلى صيغة للتعامل على الأرض".
وتابع: "أعتقد أنَّ هذه الصيغة ستُسهم بشكل كبيرٍ جدًّا في بناء الثقة، ونحن نحتاج إلى بناء الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وترميم ما علق وما لحق من خرابٍ في النسيج الاجتماعي الفلسطيني والعلاقات الوطنية".
د. صلاح البردويل
ووصف البردويل اللقاء بـ"الجيد والمثمر"، مشدِّدًا على أنَّه "ليس بديلاً عن حوار القاهرة، وعن المفاوضين في حوار القاهرة ولكنه عامل مساعد على إنجاح حوار القاهرة"، مشدِّدًا على أنَّ "المسألة ليست مشكلة جملة سياسية ولا خلاف فقط في الجملة السياسية، إنما هناك على أرض الواقع جراحات وإشكاليات حدثت وتراكمت من خلال الصدامات التي حصلت بين الحركتين".
إلا أنَّ القيادي في حماس أكد أنَّه لا ينبغي الحديث عن فشلٍ في الحوار مع حركة فتح، وقال: "الحوار نجح بنسبةٍ معينةٍ، وبقيت هناك قضايا عالقة"، مضيفًا: "هذه القضايا العالقة لا ينبغي أنْ نبقى واقفين عندها".
من جهته قال عبد الله الإفرنجي: "نحن جئنا بقلوب مفتوحة وعقل مفتوح لنتحاور مع حركة حماس ومع جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، تطرقنا لجميع القضايا العالقة الموجودة، واتفقنا جميعًا على الاستمرار في هذه اللقاءات والحوارات، وهناك عدة نقاط أثبتناها، وهي دعم الحوار في القاهرة، وتثمين الدور المصري، والمناخ الذي خلقوه ليصل الحوار إلى ما وصل إليه".
وتابع الإفرنجي إنَّه تم الاتفاق أيضًا على النقاط الإيجابية التي تم التوصل إليها في اللجان المنبثقة عن حوار القاهرة، مثل اللجان الأمنية ولجنة المصالحة، وقال إنَّه تمَّ الاتفاق أيضًا على الاتصال المستمر لحل المشكلات العالقة وخلق أجواءٍ إيجابية "في داخل الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية".
وأوضح أنَّه سيتم عقد عدد من اللقاءات مع باقي الفصائل اليوم الخميس، مشيرًا إلى أنَّ وفد فتح سوف يعود إلى رام الله يوم الثلاثاء المقبل.
وحول ملف إعمار قطاع غزة قال الإفرنجي إنَّه يجب إعادة الاعمار "بأيدٍ فلسطينيةٍ"، مشدِّدًا على أنَّه "لا يجب أن يتم تصدير هذا الملف للدول المانحة أو الغربية أو المؤسسات الأجنبية مثل الأونروا أو غيرها؛ لأن سيطرة أيِّ جهةٍ خارجيةٍ غير فلسطينيةٍ على إعادة الإعمار تعني سيطرتها على القرار السياسي الفلسطيني".