عقد الرئيس حسني مبارك جلسة مباحثات مهمة قبل ظهر أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن, الذي وصل إلي القاهرة أمس الأول, في زيارة لمصر استغرقت يومين.
وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ـ عقب اللقاء ـ بأنه بحث مع الرئيس مبارك مستقبل الحوار الوطني الفلسطيني, والجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل, خاصة الجولة الثالثة التي ستبدأ في26 من الشهر الحالي, وستتعرض للقضايا الأساسية المتبقية, وهي: الحكومة, والانتخابات, ومنظمة التحرير, والأمن, مؤكدا أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية مع الحوار واستمراره, لأنه أفضل من التقاتل والتنازع والخلاف, حتي وإن استمر الحوار طويلا.
وأوضح أبو مازن أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان بشأن تنصله من مقررات مؤتمر أنابوليس هي خروج علي الشرعية الدولية في ضوء أن50 دولة بما فيها إسرائيل اجتمعت في أنابوليس لتناقش خطة خريطة الطريق لعملية السلام ورؤية حل الدولتين, وهو الاجتماع الذي أسفر عن مطالبة هذه الدول إسرائيل بوقف الاستيطان, وأشار إلي أنه عندما يرفض أي مسئول إسرائيلي ذلك فإنه يعني عدم الرغبة في إقامة حوار سياسي.
وأضاف أبو مازن أن العالم كله يعلم أن الفلسطينيين لبوا كل الالتزامات, بينما لم تلب إسرائيل أي مطلب, في حين أن الرؤية الشاملة تتطلب آلية من أجل التطبيق, ومن أجل إقرار مبدأ الأرض مقابل السلام.
وردا علي سؤال حول شروط إجراء مباحثات مع الجانب الإسرائيلي بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نيتانياهو قال أبو مازن: إنه قدم مطالب محددة, وهي أن تلتزم الحكومة الحالية بالشرعية الدولية, وبرؤية الدولتين, وأن توقف الاستيطان وتفتح الحواجز, وحينئذ سيجري حوار سياسي بين الطرفين
غير أننا لم نتلق أو نسمع موافقة علي أي شيء من ذلك حتي الآن. وحول ما تردد عن اعتزام الرئيس عباس تشكيل حكومة قريبا برئاسته, أكد أبو مازن أن حكومة سلام فياض قدمت استقالتها ولم نقبلها, وهي لا تزال مستمرة وتعمل, ونحن في حالة تشاور مع الأشقاء في مصر, وأصدقائنا الآخرين, حتي نري ماذا يمكن أن نعمل؟.
وكانت المباحثات قد بدأت بين الزعيمين في جلسة ثنائية ثم موسعة حضرها من الجانب المصري أحمد أبو الغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان, ومن الجانب الفلسطيني ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, ونبيل شعث عضو الأمانة المركزية لحركة فتح, والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات, نبيل عمر والسفير الفلسطيني بالقاهرة, ومحمد الهباشي وزير الشئون الاجتماعية والزراعة, ونبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني.