وجهت نيابة أمن الدولة في مصر اتهامات بالتخابر لصالح دولة أجنبية لتسعة أشخاص في قضية حزب الله اللبناني بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد وحيازة مفرقعات وأسلحة للقيام بأعمال تخريبية، وتزامن ذلك مع تصعيد صحيفة مصرية رسمية للخلاف بمخاطبتها الأمين العام للحزب حسن نصر الله بـ"شيخ قرد".
وكان النائب العام المصري عبد المجيد محمود أشار في بيان له الأربعاء الماضي إلى أن حزب الله يسعى "لاستقطاب بعض العناصر لصالح التنظيم وإقناعهم بالانضمام إلى صفوفه" لتنفيذ ما يكلفون به من مهام عدائية داخل مصر على حد قوله.
كما اتهم نصر الله بأنه "كلّف مسؤول وحدة عمليات دول الطوق في الحزب لتنفيذ عمليات عدائية في الأراضي المصرية عقب انتهائه من إلقاء خطبته بمناسبة يوم عاشوراء والتي ستتضمن تحريض الشعب المصري والقوات المسلحة المصرية على الخروج على النظام".
وقال إن "ضبط المتهمين حال دون تنفيذ ذلك المخطط، وقد بلغ عدد المتهمين المشاركين في هذا التحرك 49 متهماً".
وكانت مصادر حقوقية قد أكدت أن قوات الأمن المصرية شنت حملة اعتقالات ودهم في عدة مناطق بسيناء، اعتقل فيها عدد من المشتبه فيهم واستجوب العديد من أصحاب الورشات المتهمين بتصنيع أسطوانات حديدية لتهريبها إلى غزة لتصنيع صواريخ القسام، وهو ما أعاد التوتر إلى هذه المنطقة.
وفي خطاب رد فيه على الاتهامات المصرية يوم الجمعة، نفى نصر الله أي نية لدى حزب الله لاستهداف مصالح وشخصيات في مصر أو العالم، وأكد أن المتهم اللبناني المعتقل بمصر سامي شهاب كان مكلفا توفير الدعم اللوجستي للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
تصعيد آخر
من جهة أخرى صعدت صحيفة الجمهورية الرسمية هجومها على حزب الله وقالت "لا نسمح لك يا شيخ قرد أن تسخر من رموزنا القضائية فأنت قاطع طريق ومجرم عريق قتلت أبناء بلدك لكننا لن نسمح لك أن تهدد أمن وسلامة مصر تحت أي مسمى وتحت أي ظرف وإذا اقتربت من سيادتها تحترق".
وغطى مقال الصحيفة الذي كتبه رئيس تحريرها محمد علي ابراهيم الصفحة الأولى ونشر تحت العنوان "مجرم لا يعرف التوبة"، وعناوين أخرى اعتلت صورة بارزة لنصر الله.
وقال ابراهيم في المقال "أقول لك ما يعرفه المصريون جميعاً وهو أنك حزب إيراني" وتساءل "هل هناك تعليمات من إيران باستدراج مصر إلى تصعيد عسكري".
وكان المحامي المصري منتصر الزيات الذي يتولى الدفاع عن المتهمين قال في مقال نشر على موقعه الإلكتروني إن ملف حزب الله "قضية مفتعلة وخالية من الأدلة".
وبرر الزيات هذه الاتهامات بقوله "يبدو أن الحكومة المصرية اختارت أن ترد الحرج الذي تلقته من خطاب (الأمين العام للحزب) السيد حسن نصر الله أثناء الاجتياح الصهيوني لغزة بحرج مقابل بمناسبة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في لبنان هذه الآونة".
وقال "لا أعرف سببا واضحا يبرر هذه الإجراءات وفرض ستار كثيف من الغموض والسرية حول أشخاص المقبوض عليهم في القضية التي نسب تورط حزب الله فيها، ومكان احتجازهم وحقيقة الاتهامات الموجهة إليهم".