دعت الولايات المتحدة أمس إسرائيل للمرة الأولي للانضمام إلي معاهدة الانتشار النووي. وأعلنت روز جوتمولر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية إلي أن الالتزام العالمي باتفاقية حظر الانتشار النووي, يعتبر هدفا أساسيا بالنسبة للولايات المتحدة, وسارعت إسرائيل برفض الدعوة الأمريكية للانضمام إلي المعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي, واعتبرت هذه المعاهدة غير مجدية.
وتزامن الجدل الأمريكي ـ الإسرائيلي في الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز في واشنطن لبحث التهديد الإيراني, وجاء الرد الإسرائيلي علي هذه الدعوة سريعا وحاسما, حيث اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية هذه الدعوة بمثابة قنبلة أمريكية, مشيرة إلي أنها المرة الأولي التي يشير فيها مسئول رسمي أمريكي صراحة إلي قوة إسرائيل النووية.
بينما أكد مسئول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية ـ رفض الكشف عن هويته ـ أن هذه المعاهدة أثبتت عدم جدواها, فهي لم تمنع دولا مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية من حيازة سلاح نووي, ناهيك عن إيران وأزمتها النووية. وأكد أنه في الوقت الراهن لا يمكن اعتبار هذه المعاهدة مكسبا, يمكنه إحداث أدني تغيير في الأوضاع النووية في العالم. كما أشار إلي أن تصريحات جوتمولر لا تشكل في الوقت الحاضر تغييرا في سياسة واشنطن.
وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام أكد السفير حسام زكي, المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية, أن ما ورد في بيان المسئولة الأمريكية يعد تطورا مهما في الموقف الأمريكي من حيث تأكيد ضرورة عالمية المعاهدة, ولكن في الوقت نفسه ينبغي التدقيق في ذلك لأن الدول الأطراف في المعاهدة تنقسم إلي دول نووية, وهي خمس دول, وباقي الدول غير نووية, ومن ثم فإن انضمام دول من خارج المعاهدة ينبغي ألا يكون تكريسا لوضيعة اكتسبتها خارج إطار الشرعية.
وقال المتحدث باسم الخارجية, إن الحديث عن العالمية, وانضمام إسرائيل هو أمر إيجابي إذا تم بناء علي الأسس الصحيحة, التي تخدم حقوق الأطراف المنضمين إلي المعاهدة منذ سنوات طويلة, والملتزمين بأحكامها.