أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة الجمعة حيث القى خطبة استهلها بشرح قوله تعالى: "ادعوني استجب لكم"
والحديث الشريف للنبي محمد:الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين، ونور السموات والارض، فقال: الدعاء سلاح الأنبياء وترس المؤمنين، وعلينا ان نبقي تواصلنا مع الله من خلال الدعاء فنجعله وسيلة إنقاذية فيكون عنصر ممانعة ودفاع، فالدعاء هو الصلاة في معناها اللغوي، ولقد اراد النبي ان يكون الدعاء سلاح المؤمن فاذا دعونا الله فإننا نتواصل مع الله حتى يحمينا ويحفظنا، واذا أردنا ان يكلمنا الله فان علينا ان نتلو القرآن، والدعاء يحتاج لتحقيقه الى توجه صادق الى الله تعالى، ولا بد ان يقترن الدعاء بالإخلاص، فعندما ندعو ولا يسمع لدعائنا فاننا لم نحسن الدعاء، وحتى يكون الدعاء مستجابا يخترق السموات والارض فلا بد ان ينبع من قلب صادق وتوجه مخلص.ان الدعاء حصانة للمؤمن، وعلينا ان نعيش في حالة قرب الى الله فهو قريب يجيب الدعاء، فندعو الله في كل خير وصلاح وعمل ينفع ونترك أمر الاجابة الى الله سبحانه، فنجعل العمل مقرونا بالدعاء ونتوكل على الله في كل عمل نباشره ونشكر الله تعالى على كل عمل ننجزه، فالدعاء يحصننا من كل بلاء وهم وغم، وعلينا ان ندعو الله ليفرج الهم ويكشف الغم وليحل السلام والامان في ربوع وطننا وبلادنا".
ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى "التزام الدعاء الى الله ليقرب بين النفوس المتباعدة حتى نكون في مجتمعنا وحدة متراصة متماسكة ويكون وطننا محصنا بوحدته الوطنية، وعلى اللبنانيين ان يقرنوا دعاءهم بالعمل والهمة والنشاط والعزيمة، ففي الدعاء نزيل الهموم والغموم التي تثقل كاهلنا وصدورنا، فالدعاء من الحقائق الاساسية في حياتنا ولا بد ان نتمثل الانبياء في دعائهم وطلبهم للاستغفار فنرفع ايدينا مبتهلين الى الله بالدعاء الصادق حتى يفرج عن وطننا، فاللبنانيون ينقصهم الروحانية المتمثلة بالتقوى والورع، فاذا امتنعوا عن الحرام والمعاصي فان الله يوفقهم شرط ان لا يتلهوا بالدنيا فتكون همهم الوحيد على حساب أخرتهم. نحن نحتاج في لبنان الى الدعاء الممزوج بالعمل حتى نكون في حفظ الله وفي خط الاستقامة التي امرنا الله بها، ولا سيما ان الله امرنا ان نكون صفحة بيضاء بعيدين عن الكذب والنفاق محصنين بالدعاء والإيمان فنعود الى قيمنا الدينية وتعاليم الأنبياء والأوصياء ونتأمل في مسيرتهم التي اتسمت بالورع والتقوى والزهد، فنجعل من الدعاء وسيلة دائمة للتواصل مع الله ولا سيما وأننا نعيش حالة الجفاف في الأخلاق وبلدنا يسير في الاتجاه غير الصحيح".
تشكيل الحكومة
وتحدث عن تشكيل الحكومة فقال: "ان مطالبة أصحاب الشأن والخصوصية في الوزرات السيادية والخدماتية في هذه الحكومة كثر، فهناك كثر يريدون الوزارات السيادية، وتارة يتم تقسيم الوزرات الى سلتين، واخرى يتم الاقتراح بإجراء قرعة على الوزارات لإعطاء المستزورين، فلماذا الجشع والطمع طالما انه قد بقي 9 اشهر أمام الحكومة فلا يجوز ان نعيش في حالة انتظار لأنه أصعب من السجن، وعلينا ان ننصف ونعمل لإنقاذ الوطن من المخاطر، فلبنان أمانة في اعناقنا، وعلينا ان نعمل لحل مشكلة الامن والاستقرار التي يتخبط فيها الوطن، فلا يجوز استمرار الوضع على هذا الحال الذي يؤدي بنا الى المهالك ولا بد ان ننصف ونسارع الى مغفرة من الله ونتسابق الى فعل الخير ونعمل لما ينفع المواطن".
الوضع المعيشي
وتناول الوضع المعيشي المزري ولا سيما انعدام فرص العمل وتردي اوضاع المزارعين وارتفاع أسعار المحروقات وغلاء الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي، فعلى الموالاة والمعارضة ان يعملوا لاجل مصلحة المواطن اللبناني ولا سيما المزارعين، فيؤمنوا الكهرباء للمواطنين فيتم تأمين المحروقات لمعامل انتاج الكهرباء، ان سياسية الدولة الاقتصادية والإنمائية لا ترضي الناس، ويكفي مراوغة ومماطلة في تشكيل الحكومة فكل الوزارات يجب ان تكون سيادية ولا تكون حكرا على طرف وجهة، لذلك طالبنا ونطالب المداورة في الوزارات".
وقال: "لقد فرحنا كثيرا بانتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان وتكليف الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة، فالشعب لا يزال ينتظر تشكيل الحكومة لتحل المشاكل المعيشية وتهتم باوضاع المواطنين فتكون هناك إنصاف في حل مشاكل كل الناس لأني أخاف على لبنان من سياسيه والمتسلطين عليه، ونطالب رئيس الجمهورية ان يحزم أمره ولا ينتظر المساومة لأنه أمين على البلد ويجب ان يعالج الأمور بحزم فيضع رئيس الحكومة امام مسؤولياته فأما ان يشكل الحكومة او يعتزل لانه لا يمكن إرضاء الجميع، لذلك نطالب الجميع بالسرعة في تأليف الحكومة فيتحرك كل وزير ضمن مسؤولياته فلا يجوز المماطلة في تشكيل الحكومة، وعلينا ان نفتح حوار بين اللبنانيين لنقفل كل الخلافات، وعلى رئيس الجمهورية حل المشكلة في اقرب وقت ممكن، ومن باب المحبة والاحترام نطالبه ان يسرع في تشكيل الحكومة فيكون حازما عاقلا يحفظ البلاد والعباد ولا يكون لينا فيعصر ولا قاسيا فيكسر، نحن مع كل شخص يريد ان يحافظ على الوطن، وندعو للحفاظ على الجيش ودعمه، فممنوع اهانة الجيش والتحدي له، وكل عمل سيء الى الجيش مرفوض ومدان من قبلنا، ونطالب ان يظل الجيش على خط الاستقامة والوطنية، وعلينا ان نعمل لمواجهة الاحتكار والجوع والفوضى والفلتان، ان الفساد يعيث في أرضنا العربية جراء التسلط والتحكم والتدخل الاجنبي لذلك نطالب الجميع بالإنصاف ووضع حل لكل مشكلة".
موضوع: المشاكل المعيشية 
السبت أبريل 11, 2009 10:18 pm
