في مواصلة لجهوده المستمرة التي تركز علي تحقيق السلام العادل والشامل بما يضمن امن واستقرار الشرق الاوسط جاءت مباحثات الرئيس حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو امس بشرم الشيخ والتي تركزت كما ذكر الرئيس في المؤتمر الصحفي عقب المباحثات علي قضية السلام.
وقال الرئيس مبارك ان السلام ليس مستحيلا ويصنعه الاقوياء مؤكدا ان مصر تتطلع لمواقف ايجابية من جانب الحكومة الاسرائيلية تعكس التزامها بالسلام.. ودعا الي استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين وصولا الي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا الي جنب مع اسرائيل في امن وسلام.
وكان الرئيس مبارك قد اعرب في بداية كلمته في مستهل المؤتمر الصحفي المشترك مع نيتانياهو عن ارتياحه للمشاورات الصريحة والبناءة حول قضية السلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وقال الرئيس ان نيتانياهو اكد التزام حكومته بالسعي للسلام وانه من جانبه اكد تطلع مصر لمواقف ايجابية تعكس هذا الالتزام.. تحقق السلام علي المسارالفلسطيني وفق حل الدولتين.. وتفتح الطريق امام باقي المسارات وفق مبادرة السلام العربية.
وأوضح الرئيس أن المشاورات تناولت عددا من الموضوعات المهمة.. وقال انه اثار مع رئيس الوزراء ملف الاستيطان وانعكاساته الضارة علي فرص السلام.. كما اكد اهمية استئناف المفاوضات من حيث انتهت بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.. وفق افق سياسي واضح يتعامل مع كل قضايا الحل النهائي.. ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا الي جنب مع اسرائيل في امن وسلام.
واشار الرئيس الي ان المشاورات تناولت تثبيت التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع حصارها واعادة اعمارها وما يرتبط ذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني وانجاح صفقة اطلاق سراح السجناء من كلا الجانبين.
وقال الرئيس مبارك: لقد مضت ثلاثة عقود علي معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ثبت خلالها ان السلام ليس مستحيلا.. وان السلام يصنعه الاقوياء.. ويحققه من يملكون شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة.. والقادرون علي الالتزام بتنفيذها.
واختتم الرئيس كلمته قائلا: ان مصر ومنطقتها والعالم تتطلع لسلام الشرق الاوسط.. سلام عادل وشامل يحقق الامن والاستقرار للجميع.. ينهي الحلقة المفرغة من العنف والعنف المضاد.. يحقن الدماء ويعزز التعاون بين كل الدول وشعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني وشعب اسرائيل.
ثم تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي واعرب في بداية كلمته عن شكره للرئيس مبارك موضحا انه جاء الي شرم الشيخ ليعرب عن تقدير الحكومة الاسرائيلية الجديدة لمصر وللرئيس مبارك الذي يبذل كل الجهد من اجل شعبه وبلده ودعم عملية السلام.
واشار الي ان السلام بين مصر واسرائيل الذي استمر لثلاثين عاما هو ثروة استراتيجية وان اسرئيل ترغب في توسيع السلام خاصة مع جيرانها من الفلسطينيين حتي ينعم الاسرائيليون والفلسطينيون بالامن والسلام والاستقرار والرفاهية.
وقال اننا ندرك ان الامن والسلام والازدهار يجب ان تسير مع بعضهما لذلك ندرك ان علينا الاسراع في مباحثات السلام مع الفلسطينيين ونامل ان يتم ذلك خلال الاسابيع المقبلة.. كما انه لابد من تحريك الاجراءات التي تسهم في دفع التعاون الاقتصادي فيما بيننا ونعتقد ان مساعدة مصر مهمة جدا حتي نستطيع مواجهة الذين يؤثرون علي السلام وعلي المنطقة كلها.
واضاف قائلا: انني جئت الي شرم الشيخ لتدعيم علاقاتنا مع الدولة العربية الاهم والاكبر وجئت لتعميق العلاقة بين الشعب الاسرائيلي العتيق والامة العربية العريقة فالشعب اليهودي يريد علاقات مع الامة الاسلامية.. ودولة اسرائيل تسعي لاقامة السلام مع جيرانها الفلسطينيين وكل الدول العربية لاننا نسكن في منطقة واحدة ويتداخل ماضينا وبالتالي فان مصيرنا يرتبط مع مصيركم ومستقبلنا مع مستقبلكم.
وقال اننا اليوم نتعرض لقوي ارهابية تهدد السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وان الصراع في المنطقة ليس صراعا بين اديان وانما صراع مع متطرفين وارهابيين وبين من يدعون للحياة ومن يدعون الي الموت.. ونحن نريد ان نزرع ونبني في حين ان اخرين يسعون للدمار والهدم ولان اسرائيل ومصر تسعيان الي بناء مستقبل فعلينا ان ندعم التعاون فيما بيننا واعتقد ان في استطاعتنا ان نعيد لمنطقتنا العريقة مجدها وعلينا ان نعطي ابناء العرب واليهود املا في المستقبل.
وكانت المباحثات بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد استمرت لاكثر من ساعتين وامتدت علي غداء عمل بحضور الوفد المصري.