نبي الله ايوب
سبحان من جعل مع الصبر نصرا... ومع كل ضيق فرجا ... ولكل شدة مخرجا ... ولكل بداية نهاية.
فالليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر ... والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر .
قال تعالى : (وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجينا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ).
قال النبى صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامل "
وفي الحديث الآخر :"يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه" .
وقد كان نبي الله أيوب عليه السلام غاية في الصبر وبه يضرب المثل في ذلك .
قال يزيد بن ميسرة : لما ابتلى الله أيوب عليه السلام بذهاب الاهل والمال والولد ولم يبق شئ له .. احسن الذكر ثم قال: ( احمدك رب الارباب الذي احسنت الي ،، اعطيتني المال والولد فلم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخله ذلك فأخذت ذلك كله مني وفرغت قلبي ،، فليس يحول بيني وبينك شئ ،، لو يعلم عدوي ابليس بالذى صنعت حسدني )
قال علماء التفسير والتاريخ رحمهم الله :
كان ايوب رجلا كثير المال من سائر صنوفه وانواعه من الانعام والعبيد والاراضي المتسعة من ارض (حوران)وكان له اولاد وأهلون كثير ، فسلب منه ذلك جميعه ، وابتلى في جسده بانواع من البلاء ، وهو في ذلك كله صابر محتسب ، يذكر الله بقلبه ولسانه ولقد طال مرضه واشتد كربه ومع ذلك بقيت زوجته الوفية ترعى له حقه وتعرف قديم احسانه اليها وشفقته عليها .
فكانت تتردد عليه فتصلح من شانه وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته
ولقد ضعف حالها وقل مالها لطول ما اصاب زوجها من الابتلاء فما زادها ذلك الا ايمانا بقضاء الله وتسليما لقدره " فإنا لله وانا اليه راجعون " ، فكان لسانه ذاكرا وقلبه شاكرا وبدنه على الباء صابرا فما شكا ولا بكى ولا جزع ولا تملل بل ظل صامدا امام قضاء الله صمود الجبال الواسخ .
( وبشر الصابرين . الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وان اليه راحعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون )
نسال الله ان يمنحنا الصبر في هذه الايام علي هذا البلاء الذي نمر به نحن المسلمون