أحمد الدسوقي - خاص - لا تزال القصص الانسانية التي تجسد معاناة المصريين في بلاد الله تتواصل وسط غيبة تامة من تدخل السفارات المصرية والتي رفعت شعارة لا كرامة لمصري في سفارة بلده .
المعاناة تتجسد في سجون الابعاد التي تمتلئ بها الدول الخليجية وتضم خلف اسوارها مئات بل الاف المصريين وراء كل منهم قصة وحكاية تنوعت ما بين الاذلال والضرب وحلق شعر الرأس بالقوة والسجن الانفرادي لموقوف سيغادر البلاد الى الأبد.
القصة الانسانية التي هزت الكويت مؤخرا هو ما تعرض له المواطن المصري هاشم الجبالي الذي تم توقيفه وادخاله سجن الابعاد بعد ان كان محكوما في قضية تعاطي المخدرات جاءت في اعقاب سلسلة من الخلافات بينه وبين زوجته الكويتية التي استعانت بمسئولين نافذين قاموا بالزج به في سجن الابعاد للخلاص منه.
وعندما احس الجبالي بالظلم الواقع عليه وانه لا يوجد من ينصفه، اصابته حالة نفسية، واقدم على ضرب نفسه بسبب ما وجده من معاملة سيئة داخل السجن وما فعلته به زوجته حيث حرمته من رؤية ابنتيه، فكلما يتذكرها يجن جنونه ويدخل في حالة هستيرية من بكاء لا يتوقف إلا بعد اعطائه حقنة مخدرة، وبعد ان تم ابعاده الى مصر في المرة الاولى لم يستطع الانتظار وحقه وامواله في الكويت وخاصة انه كان صاحب مطعم مشهور.
وعندما حاصرته هذه المشاهد والذكريات خطط للرجوع الى الكويت ليأخذ حقه ويري اولاده فسافر الى تركيا ومن ثم دخل سوريا ثم حصل على فيزا زيارة وسافر الى جمهورية ايران ومن هناك اتفق مع صاحب احد المراكب المخصصة لنقل البضائع لتوصيله الى شواطئ الكويت، ولكن حظه العاثر جعل رجال الامن يلقون القبض عليه وادخاله سجن الابعاد ومكث فيه فترة ليست بالقصيرة؛ ثم تم الافراج عنه بكفالة بأمر من المستشار الكويتي نجيب الملا.
وبعد ان أخلي سبيله بفترة قصيرة ذهب الجبالي الى مطعمه وخلد الى النوم وقد كانت زوجته لا تعلم عن اطلاق سراحه، فلما جاءت الى المحل رأته نائما قلبت الدنيا رأسا على عقب وذهبت الى قسم الشرطة واشتكته، واتصلت باقاربها ومعارفها فقاموا بالقاء القبض عليه وعاد الى سجن الابعاد مرة اخرى، فتبددت احلامه وتبخرت حتى جاء اليوم الموعود لرحيله فقاوم تنفيذ القرار فقاموا بحقنه داخل سجن الابعاد بحقنة مخدرة يطلق عليها "سيراميس" ليتم ابعاده نهائيا من الكويت ليعود مخدرا الي مصر.
وقبل ان يتم تخديره سأله احد المسئولين بالسجن عن سبب رجوعه الى الكويت بطريقة غير شرعية عبر تركيا وسوريا وايران وما الذي يجبره على ذلك ما دامت زوجته قد تخلت عنه فقال جملة واحدة: "اعطوني بناتي ولن ارجع".