http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/small8200828231516.jpg
فى ذروة احتفال مصر والعالم العربى بذكرى انتصارات أكتوبر 1973، قفزت نكسة 1967 على سطح الأحداث، وجاءت هذه المرة من محكمة الجيزة الابتدائية، عبر الدعوى القضائية التى رفعها أبناء صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، ضد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وقناة الجزيرة القطرية التى تذيع حلقات «تجربة حياة» لهيكل، واتهمت الدعوى الكاتب الكبير وقناة الجزيرة، بالتشكيك فى سمعة ووطنية صلاح نصر، والزعم بتخابره مع الأمريكان واتهامه كذبا بأنه كان مصابا بالهوس الجنسى.
هانى طبيب العيون الابن الأصغر لـ«صلاح نصر» قال لـ«اليوم السابع»: «لدينا ما يثبت أن هيكل نفسه كان سببا فى تعميق الهوة بين الجانبين، وأنه ساهم فى الانهيار المفاجئ للصداقة القوية بين ناصر وعبدالحكيم عامر، والتى انتهت بتصفية الأول للثانى، حسب أوراق هربها عبدالحكيم لوالدى قبل لحظات من رحيله الغامض»، وأضاف: ربما تكون المرة الأولى التى نلجأ فيها للقضاء دفاعا عن سمعة وتاريخ الوالد، لأن الإهانة هذه المرة جاءت فى وسائل إعلام عربية وذات بعد دولى، وقد اعتدنا فى الماضى على ما ينشره هيكل «ودراويشه» فى الصحافة المصرية، لكن أن يصل الأمر إلى حد تلويث السمعة واختلاق الأكاذيب بهذه الصورة، فهو أمر لا يحتمل الصمت، فوالدى تعرض للظلم، رغم أن الكثير من رجال الدولة يعلمون مدى تضحياته من أجل مصر واسألوا تلاميذه فى المخابرات.
وأضاف هانى: هيكل كان واحدا من شهود المحكمة التى استعان بهم الوالد فى القضية التى اتهم فيها الصحفى مصطفى أمين بالتجسس لحساب الولايات المتحدة، وكان صلاح نصر هو بطل القضية.. وقتها كان هيكل وثيق الصلة ودائم التنسيق معه، خاصة أنه كان يرغب فى إبعاد منافسه الأول مصطفى أمين عن طريق الرئيس عبدالناصر.
يكمل هانى صلاح نصر «بعد هزيمة 1967، كان لابد من تقديم كبش فداء، ورأى هيكل وصديقه جمال عبدالناصر أن عبدالحكيم هو الحلقة الأضعف، وكان هيكل يعتقد أن أى اتهام لحكيم، لابد أن يربطه بصلاح نصر، وجرت مضايقات للوالد، كان أبرزها اعتقال عشرة من مساعديه فاضطر إلى تقديم استقالته، وبدأت الحرب التى قادها هيكل فى مختلف الصحف المصرية.
وقال هانى إن مسألة استخدام الجنس والنساء فى عمل أجهزة المخابرات كانت دائما شماعة لتبرير تصفية عبدالحكيم عامر، وبالتبعية حليفه صلاح نصر، وهى ليست من ابتكار الوالد، فجميع أجهزة الأمن تستعين بهما.
ونفى هانى وجود أى اتصالات مع الأستاذ هيكل، قائلا لم يحدث أى اتصال خاصة أن الوالد سبق أن اتصل به محتجا على ما نشره فى الأهرام من معلومات خاطئة بخصوص دور المخابرات العامة فى حرب 1967 فكان رده، أنه يتعرض لضغوط قوية، وليس أمامه مفر سوى الاستمرار فى هذا الخط، فلم يجد الوالد وسيلة غير نشر مذكراته الخاصة التى اعتمد فيها على سرد الحقائق باعتباره شريكا أساسيا فيها. محمد الصباغ ناشر مذكرات صلاح نصر ،قال «هذا الرجل تعرض للكثير من الظلم، ربما بسبب ارتباطه المباشر بالمشير عبدالحكيم عامر، ومن يطلع على مذكراته التى تضم أربعة أجزاء، نشر منها الجزءان الأول والثانى، بينما الثالث والرابع مازالا تحت الطبع، والمتابع لمسيرة حياته ونشأته الريفية، لا يصدق كل ما يقال عنه، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأخلاقية، فقد حرص والده على تنشئته وفقا للتقاليد والأعراف الريفية والدينية وحفظ القرآن، وأثبت تفوقا وتميزا أثناء التحاقه بالقوات المسلحة فى مرحلة ما قبل الثورة، مما رشحه لمنحة دراسية فى لندن».
ودعا الصباغ الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إلى مراجعة مواقفه من صلاح نصر ،خاصة فيما يتعلق بوقائع الاتصال بالأمريكان أثناء عدوان 1967، لأن مجرد التشكيك فى وطنية رئيس جهاز المخابرات يضر بمصداقيته ومصداقية الرئيس عبدالناصر نفسه، أما بالنسبة لاستعانته بالجنس فى عمله، ربما يدرك الأستاذ هيكل أكثر من غيره أن الجنس والنساء أدوات مشروعة فى عمل هذه الأجهزة لمصر أو أى أجهزة مشابهة فى العالم.