أكد مبعوث الشرق الأوسط توني بلير أنه يجب عند استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أن تتناول المحادثات القضايا الأساسية مثل القدس.
وتثير تصريحات بلير احتمال وقوع صدام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وفي غضون ذلك أطلقت السلطات الإسرائيلية أكبر عملية توسيع للمستوطنات منذ عام2003 وذلك بالضفة الغربية ويأتي ذلك وسط قلق فرنسي من تدهور الأوضاع المعيشية للفلسطينيينكما أدت أول جولة خارجية لوزير الخارجية الاسرائيلي أن يحدد ليبرمان الي تزايده والاستياء الأوروبي من السياسات المتطرفة والرافضة لعملية السلام.
وفي تصريحات لوكالة رويتر قال بلير مبعوث الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا: اذا لم تتعاملوا مع الموضوعات الاساسية فحينئذ لا أدري ما ستدور حوله المفاوضات.
واضاف: المضمون هو المهم. وتصريحات بلير هي اقوي اشارة حتي الان من الرباعية الدولية علي انها ستضغط علي نتنياهو لاستئناف المفاوضات بشأن قضايا الوضع النهائي التي تشمل حدود الدولة الفلسطينية وايضا مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق علي تصريحات بلير لكن مسئولا كبيرا قال يمكن للفلسطينيين ان يطرحوا علي المائدة بواعث قلقهم وسنطرح علي المائدة بواعث قلقنا بدون شروط مسبقة.
وقال مسئولون اسرائيليون كبار اخرون ان نتنياهو يشعر بشكوك عميقة ازاء التحرك الي المحادثات بشأن القضايا الاساسية في اي وقت قريب.
وقال بلير: ان المجتمع الدولي يأمل في ان يستقر علي المسار المستقبلي لعملية السلام بعد اجتماع نتنياهو مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في واشنطن يوم18 مايو.
وذكرت صحيفة( هآرتس) الاسرائيلية أن الضفة الغربية تشهد أكبر عملية توسيع للمستوطنات الاسرائيلية منذ عام2003.. لاسيما في الأشهر الأخيرة عقب تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة مما يضع إسرائيل علي مسار تصادمي مع الإدارة الأمريكية والتي تتخذ موقفا متشددا ضد توسيع المستوطنات.
ونقلت الصحيفة- المحسوبة علي اليسار الإسرائيلي بعددها أمس عن درور اتكيس من جماعة( ييش دين), وهي مجموعة من مراقبي البناء في الضفة الغربية, قوله إن هناك مواقع جديدة تم بناؤها وشق طرق وغيرها من مشاريع بناء بدون تراخيص قانونية.. وإن عمليات البناء في المستوطنات تسير بشكل متسارع منذ تولي نتنياهو رئاسة السلطة في إسرائيل.
وسيطر الحذر علي القادة الأوروبيين بعد جولة وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد ليبرمان الذي لم يطمئنهم الي التزام حكومته بإقامة دولة فلسطينية.
ولم تواكب جولة الوزير اليميني المتطرف في روما وباريس وبراج وبرلين الاجراءات المخصصة عادة للزيارات الرسمية, حتي انه اجري مباحثات بعيدة عن الاضواء بمعزل عن عدسات المصورين مع انعدام المؤتمرات الصحفية او الغائها في اخر لحظة. وانفردت ايطاليا التي استقبل رئيس حكومتها سيلفيو برلوسكوني ليبرمان شخصيا, بالدعوة علي الملأ الي تعزيز العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والدولة العبرية. واعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عقب لقائه نظيره الاسرائيلي ان تعزيز العلاقات بين اوروبا واسرائيل يجب الا يتوقف لان اوروبا يمكن ان تؤدي دورا كبيرا في حل ازمة الشرق الاوسط. لكن القادة الاوروبيين الاخرين اصروا علي ضرورة انتظار منتصف مايو المقبل حتي تعرض حكومة بنيامين نتانياهو التي ترفض حتي الان قيام دولة فلسطينية- مشروعها الدبلوماسي الجديد قبل اتخاذ اي قرار.
ورغم ان ليبرمان ومساعده دانيال ايالون اختارا اوروبا وليس الولايات المتحدة لاول زيارة رسمية يقومان بها, سيعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي تلك السياسة الاسرائيلية الجديدة علي الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
وفي هذه الاثناء, ستظل اوروبا تنتظر.
واقر الممثل الاعلي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عقب اجتماع مع ليبرمان في احد فنادق براج امس الاول بعيدا الانظار بأنه لن يحصل اي شيء الان.
واضاف ان الاسرائيليين يعرفون جيدا سياستنا القائمة علي حل الدولتين.
وتابع سولانا عليهم ان يعرضوا شيئا يكون متماشيا مع هذه السياسة الاوروبية.
وضاعفت جولة ليبرمان في اوروبا والتي استمرت اربعة ايام, تأكيد الاستياء الذي يشعر به الاوروبيون إزاء حكومته.
ولخص دبلوماسي اوروبي الوضع بالقول هناك خلاف لكنه اول اتصال, ونأمل ان ياخذ ليبرمن في الاعتبار هذه الرسائل وان يقول الأمريكيون الشيء نفسه. كل ذلك ينبغي ان يؤدي الي نتائج. ولم يفلح مساعده ايالون الذي كان الثلاثاء الماضي في بروكسل امام ممثلي الدول الاعضاء ال27, في انجاز اكثر من ذلك.
وعلق دبلوماسي اوروبي اخر انه جاء يقوم بدعاية, لكن دولا اوروبية عدة لا تزال لا توافق علي ما يفعله الاسرائيليون.
من جانبها اعلنت حركة السلام الآن الاسرائيلية المناهضة للاستيطان امس انها رفعت شكوي امام المحكمة العليا ضد توسيع مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة بشكل غير مشروع.
وطالبت السلام الآن في التماسها بالوقف الفوري للبناء غير المشروع لحي جديد في مستوطنة هلميش شمال الضفة الغربية قرب مدينة رام الله.
ميدانيا أعلن تنظيم( جيش مجاهدي فلسطين) مسئوليته امس عن مقتل جندي إسرائيلي في بلدة بير زيت بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وقال التنظيم ـ في بيان له ـ قام أحد مجاهدينا بقنص جندي إسرائيلي في رأسه بسلاح من نوع ام16 أمام احد منازل المواطنين أثناء اقتحام الجنود الاسرائيلية أحد المنازل, حيث كان الجندي القتيل يحاول دخول المنزل وتدنيسه فجر امس.
وأضاف: هذه العملية تأتي في إطار الرد المتواصل علي جرائم الاحتلال ضد أبناء شعبنا المجاهد..وتأكيدا علي تبني خيار الجهاد ورفضا لأي اتفاق سلمي يسترخص دماء الشهداء.