تتوقف روسيا عن الاتصالات مع حركة حماس ولو لم يشارك ممثلون عن الحركة في مؤتمر موسكو حول التسوية الشرق اوسطية. اعلن ذلك سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية في تصريح صحفي ادلى به منذ ايام لقناة الجزيرة الفضائية. وفي ادناه نص التصريح الذي كان قد نشره موقع الانترنت يوم 6 مايو/آذار لوزارة الخارجية الروسية.
س: السيد الوزير . تهمنا مسألة مؤتمر موسكو حول التسوية الشرق اوسطية، ونعلق عليه آمالا كبيرة. نود ان نعرف متى سيعقد المؤتمر. وفي حال انعقاده هل سيشهد نقلة نوعية ؟
ج: لا اريد التكلم الآن عن نقلة نوعية قد تحدث .. لقضية الشرق الاوسط تاريخ طويل كان يشهد كثيرا من المؤتمرات. ويجب الا ننسى اوسلو ولا مدريد. كما ينبغي الا ننسى مؤتمرين عقدا في موسكو عامي 1992 و2000 ، و نتيجة لكل هذه الجهود تم تشكيل قاعدة للاتفاقيات القانونية التي استحسنها مجلس الامن الدولي ضمنا. وليس بودي التأكيد اليوم على ان المؤتمر الدوري من شأنه ان يضع نقطة اخيرة ويحل كافة المشاكل. فلا أظن ان هذا الامر يعد واقعيا. لكنني على ثقة بان المشاركين الآخرين بالعملية يدركون ذلك. الا ان العقبات التي ظهرت في الاونة الاخيرة على طريق التسوية يجب ان تجعلنا اكثر عزما على اثبات ما قد تم التوصل اليه لغاية اليوم، والاستمرار في البحث عن تسوية شاملة. وهي المهمة المطروحة امام مؤتمر موسكو. وانني على قناعة بان مشاركي الرباعية الآخرين، وشركاؤنا من الجامعة العربية، وغيرها من دول العالم الاسلامي والدول الغربية والدول من القارات الاخرى ستتعاون معنا في هذه المسألة.
بالطبع ان التعامل مع جانبي النزاع الذين يشاركان في المباحثات يكتسب اهمية محورية، وهما اسرائيل وفلسطين. وينبغي الا ننسى بالطبع سوريا ولبنان...يجب ان تضم التسوية الشاملة القضايا الفلسطينية واللبنانية والسورية. وقد تم التأكيد على مثل هذا الموقف في كافة الوثائق المعتمدة لحد الآن، بما في ذلك خارطة الطريق والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. ويتجلى موقفنا المسؤول في اننا نقوم باعداد المؤتمر بشكل دقيق، ولا نريد اعلان موعد عقده مسبقا. كما لا نسعى الى جعل المؤتمر فعالية دعائية مثيرة. وأكرر مرة اخرة اننا نهتم بإعداد هذا المؤتمر بشكل جيد، لكي نتمكن من جمع كل ما تم التوصل اليه سابقا، ونحاول تامين المضي قدما.
ان الوضع ليس بسيط ، علما انه قد شكلت في اسرائيل حكومة جديدة تصيغ حاليا موقفها من المباحثات مع الفلسطينيين والعرب بشكل عام. مع الاسف ان الوحدة تغيب في فلسطين. واننا نؤيد بنشاط جهود أصدقائنا المصريين الرامية الى استعادة هذه الوحدة. ومما يبعث على التفاؤل ان المباحثات بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية مستمرة. وبالطبع تؤثر هذه العوامل بهذا الشكل او ذاك على سير اعداد المؤتمر. وأظن ان اجتماع مجلس الامن الدولي المزمع عقده في 11 مايو/آيار سيكون مرحلة هامة على الطريق المؤدي الى عقد المؤتمر، علما اننا نترأس مجلس الامن، ونعول على ان الاجتماع القادم سيكرس للدور الذي يلعبه مجلس الامن الدولي، الذي اتخذ قرارات هامة في موضوع التسوية الشرق اوسطية. وسيكتسب التأكيد على هذه القرارات والجهود التي تبذل على المستويات المختلفة، بما في ذلك في إطار الرباعية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، سيكتسب اهمية مبدئية. وليس بودي إبداء تفاؤل مفرط. لكننا نشعر بان شركائنا كلهم بحاجة ماسة الى خطوات كهذه. واننا سنبذل الجهود في هذا المضمار.
س: ترد الينا اشارات تبعث على التفاؤل وضمنها تحسن في العلاقات الروسية الامريكية و تصريحات صادرة عن السيد مارك اوتي ممثل الاتحاد الاوروبي في الرباعية بان المؤتمر يلقى دعما بالفعل، رغم انكم لا تستطيعون الاشارة الى موعد عقده. وفي الوقت ذاته ترد اشارات مقلقة من منطقة الشرق الاوسط، وبصورة خاصة من إسرائيل، التي تعتزم تجنب مبادرة السلام العربية. كما ترد الينا إشارات من حماس التي وضعت مشاركتها في مؤتمر موسكو موضع الاستفهام. هل يعتبر عقد المؤتمر في هذه الظروف واقعيا؟
ج: اولا - نحن نرحب بحصول تحسن في العلاقات الروسية الامريكية. وقد كنا دوما ندعو الى حوار طبيعي ومتكافئ، قائم على الاحترام المتبادل، من شأنه ان يشمل كل القضايا العالمية الكبرى عمليا. وكان على موسكو وواشنطن في اطاره ان تبذلا جهودا مفيدة. اننا ندعو الى حوار يقوم على تحليل الوضع تحليلا مشتركا، وليس انطلاقا من مواقف احادية الجانب، كانت ادارة بوش تميل الى اتخاذها. ونعول على ان مثل هذا الجو الذي نشأ بمجيء ادارة باراك اوباما الى السلطة سيساعد في العمل المشترك. وسنتمكن من مشاهدة ذلك في وقت قريب، اثناء اعداد اول قمة للرئيسين دميتري مدفيديف وباراك اوباما، من المزمع عقدها في يوليو/تموز المقبل بموسكو.
مما لا يثير الشك ان التسوية الشرق اوسطية تعد من أهم النقاط في الاجندة الروسية الامريكية. لكن ليس كل القرارات بيدنا. طبعا تتاح لنا فرصة للاستفادة من نفوذ بلدينا، لكي نؤثر في جانبي النزاع وحثهما على العمل النشيط.، لكن القرار النهائي في آخرالمطاف يعود اليهما. اما مهمتنا فتكمن في جعلهما يسيران في مجرى حددته قرارات مجلس الامن الدولي، وغيرها من الاتفاقات التي تم التوصل اليها أثناء المباحثات. وبالفعل لا نشير الى موعد محدد لعقد المؤتمر. لكننا على قناعة بان المؤتمر يجب عقده في هذه السنة، ونعتقد ان التأجيل المفرط في عقد هذا المنتدى لا يعد بناءا.
فيما يتعلق بموقف إسرائيل فليس بودي الخروج باستنتاجات طويلة الامد استنادا الى تصريحات وردت أثناء الحملة الانتخابية، علما ان اسرائيل تصيغ الآن سياستها وموقفها الرسمي. اننا ننطلق من ان كل الذين يهمهم تحقيق تقدم في عملية السلام سيتعاونون. وقد بدأنا في تعاوننا مع الحكومة الاسرائيلية، مومضحين لها اهمية الالتزام بالتعهدات الدولية، وضمان استمرارية عملية السلام.
كنت قد تناولت موضوع الوحدة الفلسطينية. وبالطبع من الضروري جدا استعادتها. واظن ان وقوف كل الفصائل الفلسطينية على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية وقاعدة مبادرة السلام العربية، يمكن اعتبارها خطوة مبدئية هامة اولى. فيما يتعلق بحماس او اي فصيل فلسطيني آخر، فاريد القول ان المؤتمر يعقد بمشاركة دول. اما حماس على ما أعلم لم تشكك ابدا في صلاحيات محمود عباس باجراء مباحثات نيابة عن كل الفلسطينيين. وفي الوقت ذاته فان تعاوننا مع حماس لم يتوقف. واننا على اتصال معها ونستعين بطرق مختلفة للتعاون، بما في ذلك عن طريق ممثلينا في المنطقة. كما اننا نتصل هاتفيا بخالد مشعل. ويعتبر موقفنا معروفا جيدا، وهو يتلخص في ان اية اتفاقات تبقى حبرا على ورق بدون تحقيق الوحدة الفلسطينية، على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية ومبادرة السلام العربية. وذلك في الوقت الذي نهتم بتحقيق هذه الاتفاقات في واقع الامر.
موضوع: موسكو لا تنتظر حماس 
الإثنين يونيو 01, 2009 9:53 pm
