ذكرت مصادر إخبارية مطلعة نقلا عن مسئول أمني أمس الأربعاء أن مجموعة من طلبة الكلية الحربية اقتحموا قسما للشرطة جنوب العاصمة القاهرة ، مما ادى الى مقتل خمسة من رجال الشرطة وإصابة ثلاثة طلاب بجروح.
وقالت المصادر أن الهجوم كان صدمة للسيطرة الأمنية في دولة مثل مصر ، حيث نادرا ما يحدث اشتباك بين الذراعين العسكريين للدولة ، الجيش والشرطة.
وأظهرت لقطات مصورة تم التقاطها بهاتف محمول لأحد الهواة الهجوم الذي وقع ليلة الاثنين الماضي حيث قام مجموعة من الشباب كانوا يرتدون ملابس مدنية بالقاء الحجارة على قسم شرطة "15 مايو" ودمروا سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق ، وردد المهاجمون شعارات طلاب الكلية الحربية.
وأظهرت لقطات الفيديو في وقت لاحق الطلاب وهم يصيحون بصوت عال ويحطمون زجاج القسم.
وتم نشر اللقطات بمدونة المدون النشط وائل عباس، الذي قال انه تلقاها من مجهول عبر البريد الإلكتروني، وينشر عباس في مدونته على الانترنت العديد من أشرطة الفيديو حول انتهاكات حقوق الإنسان في أقسام الشرطة المصرية.
ونقلت المصادر عن المسؤول الامني الذي طلب عدم نشر اسمه قوله أن الهجوم جاء بعد اعتقال مأمور قسم شرطة 15 مايو طالبا مساء الخميس للإشتباه ورفض الاخير ابراز ما يثبت هويته.
وعلى اثر ذلك تم اقتياد الطالب لقسم الشرطة حيث تعرض للضرب واحتجز حتى صباح اليوم التالي.
ومع حلول ليلة الاثنين تجمع زملاء الطالب المحتجز وحاصروا قسم الشرطة مرددين الشتائم بصوت عال، كما القوا مفرقعات نارية، حسبما ذكر المسؤول.
وفي المقابل أطلقت الشرطة العيارات النارية خلال الاشتباكات ، مما أدى إلى جرح ثلاثة طلاب.
يذكر أن أفراد الجيش لا يخضعون للولاية القضائية للشرطة ولا يمكن اعتقالهم الا بواسطة الشرطة العسكرية الخاصة.
وقالت المصادر أن وسائل الاعلام المصرية تعرضت لضغط كبير للتعتيم على الهجوم.
وكان أبرز اشتباك وقع في مصر بين الجيش والشرطة في عام 1986 عندما أعلن المجندين من الأمن المركزي اضرابا بسبب ضعف رواتبهم ، واضطرت القوات المسلحة للتدخل لقمع التمرد.