يبحث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في واشنطن عددا من الملفات الساخنة على رأسها الخلاف الروسي مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والملف النووي الإيراني إلى جانب مواضيع أخرى.
وأوضحت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي أن زيارة لافروف إلى واشنطن الخميس تواجه عددا من النقاط الخلافية وأهمها السجال الجورجي الروسي الأخير على خلفية التدريبات العسكرية التي بدأها حلف الناتو في جورجيا أمس الأربعاء وتستمر خمسة أيام.
ولفتت المراسلة النظر إلى أن لافروف سيبحث مع واشنطن المخاوف الروسية من السلوك الأطلسي الذي ترى فيه موسكو استفزازا من شأنه تعقيد الوضع في منطقة القوقاز عموما وجورجيا بشكل خاص، علاوة على توتر الأوضاع الداخلية وتزايد احتجاجات المعارضة على حكم الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي.
ومن المتوقع أيضا أن تتطرق المحادثات إلى اتهامات الرئيس ساكاشفيلي لروسيا بالوقوف وراء حالة التمرد التي وقعت قبل أيام في صفوف الجيش الجورجي وتورط موسكو بما سماه محاولة للانقلاب على الحكومة.
التدريبات الأطلسية الجورجية ستكون حاضرة في مباحثات لافروف (الفرنسية-أرشيف)
وكان لافروف قد أعلن الأربعاء أنه سيبحث مع كلينتون أثناء زيارته إلى واشنطن الوضع في جنوب القوقاز ومجمل علاقات روسيا مع حلف الناتو.
ونقل عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي في موسكو في ختام مباحثاته مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن المباحثات ستتطرق إلى الوضع المتوتر جنوب القوقاز بسبب الاستفزازات المستمرة التي تقوم بها القيادة الجورجية على حد قوله.
النووي الإيراني
وذكرت مراسلة الجزيرة وجد وقفي أن النقطة الخلافية الثانية التي ستتصدر لقاء لافروف مع نظيرته هيلاري كلينتون، ومن ثم الرئيس باراك أوباما هي كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني حيث لا تزال موسكو تصر على تبني نهج أقل تشددا مع طهران، بينما لا تزال وعود الرئيس الأميركي بمقاربة مختلفة حيال هذا الملف محكومة بالجمود حتى الآن.
مراقبة التسلح
وفي نفس السياق، ذكرت مصادر إعلامية روسية أن زيارة لافروف إلى واشنطن ستتناول أيضا مسائل دولية تهم الطرفين وعلى رأسها مراقبة التسلح وسط تعهد البلدين بإعداد معاهدة جديدة لتقليص الترسانة النووية لتحل مكان معاهدة ستارت 1 التي وقعها الاتحاد السوفياتي السابق مع الولايات المتحدة وتنتهي صلاحيتها في ديسمبر/كانون الأول 2009.
"
اقرأ أيضا:
العلاقات الأميركية الروسية
خطوط تماس روسيا مع الغرب
"
ومن المقرر أن تبدأ الجولة الأولى من المحادثات بشأن المعاهدة الجديدة في موسكو في 18 مايو/أيار الجاري بهدف وضع الخطوط العريضة للمعاهدة قبل لقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مع نظيره الأميركي أوباما في يوليو/تموز المقبل.
من جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريا نيستيرينكو إلى أن لافروف سيلتقي في واشنطن أيضاً بأعضاء كبار في الكونغرس وسيلقي كلمة حول العلاقات الروسية الأميركية في مركز كارنيغي للسلام.
ويتوجه لافروف الأربعاء إلى واشنطن، للتحضير للقمة المرتقبة بين أوباما والرئيس ميدفيديف كجزء من تعهد البلدين بإعادة إحياء العلاقات بينهما، حيث يجتمع الخميس مع كلينتون في لقاء هو الثاني منذ مارس/آذار الماضي عندما التقى الطرفان فيما وصف لاحقا باجتماع لتحسين العلاقات الثنائية التي تضررت كثيرا في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.